استدعى لين تشيوبو الجميع لغرفة الاجتماعات بعد الغداء. عند وصول لين دونشيوي للغرفة لمحت شو شادانغ يحملق بعدة ضابطات شرطة و يتحدث معهن قائلا " هل سمعتم ما حصل ؟ الكابتن لين تم التغلب عليه من طرف سائق أجرة و تم اجباره على اطلاق سراحه "

" ما الذي تتحدث عنه ؟ " قاطعت لين دونشيوي الحديث فجأة.

تراجعت الضابطات بينما ابتسم شو شادانغ و اقترب من لين دونشيوي " لا تغضبي فأنا لم أقصد سوءا بما قلته. هذا المتهم ماكر جدا لذلك يجب أن نجد دليلا دامغا كي نستطيع سجنه "

" لا تقترب مني " قالت لين دونشيوي لتوضح اشمئزازها منه.

" لا تنفسي غضبك علي أيتها الآنسة لين، لم لا أدعوك للعشاء هذه الليلة ؟ "

" ألم تسمعني ؟ ابتعد عني ! من الذي سيود الخروج مع شخص مثلك ؟ "

وصل لين تشيوبو في هذه اللحظة و ساد الصمت الغرفة. حنحن لين تشيوبو تحضيرا لما سيقول " لقد وجدنا بعض الأدلة الظرفية في هذه القضية لكننا لا نزال نحتاج ايجاد دليل قاطع. أنا أعلم أن كل شخص هنا قد أعطى كل ما لديه بهذا التحقيق لكن لا يمكننا التهاون الآن يجب أن نستمر بنفس الوتيرة "

بعد أن لخص المعلومات التي بين يديه بسرعة عين لين تشيوبو المهام لكل من ضباطه " ستذهبان لمكتب تسيير المرور يا شياو شي و شياو وانغ للتحقيق بالسيارات التي مرت من نفس طريق الضحية البارحة، كما يجب أن نوسع نطاق شهداء العين لذا ستقومان بتمشيط المنطقة حول مسرح الجريمة يا شياو دونغ و لاو وانغ. أما بالنسبة للبقية سأرسل لكم شريط الاستجواب مع تشينغ شي لكي تتحققوا من كل ما قاله "

توقف عقل لين دونشيوي عن العمل من الدهشة، هل يستطيع تشينغ استبصار المستقبل ؟ كيف علم أن أخي سيقوم بهذه الاجرائات بالضبط ؟

وقف أحد الضباط و سأل " أيها الكابتن! هل تظن أن تشينغ شي هو المذنب ؟ "

أجاب لين تشيوبو " حتى و ان لم يكن هو القاتل فحدسي يخبرني أن له علاقة ما بهذه الجريمة و ان حققنا معه لربما نجد دليلا يدلنا على حقيقة ما حدث " كلمات الكابتن اتسمت بالثقة المطلقة مما جعل الجميع يومئ برأسه متفقا معه.

ان لم تتحدث بين دونشيوي مع تشينغ شي سابقا فربما كانت ستؤمن بقرار أخيها لكن الآن عقلها أصبح مشوشا و مرتبكا. مع أنها كرهت أخاها لكنها كانت متيقنة من قدراته المبهرة في حل القضايا.

لم تستمع لين دونشيوي لأي كلمة أخرى من حديث لين تشيوبو و همت بالخروج من الغرفة بعد انتهاء الاجتماع ثم اتصلت بتشينغ شي.

" يبدو أن ما قلته قد تحقق، أليس كذلك ؟ "

لم ترد لين دونشيوي أن ترفع من قدره كثيرا لذا ردت " كنت محقا حول جزء مما قيل فقط "

" هاهاها " ضحك تشينغ شي " أنا حاليا خارج فندق فينغ زيلين، اجلبي تقرير التشريح و صورة لمسرح الجريمة في غضون ساعة "

" هيه!، هيه ! " نادت عليه لين دونشيوي كي لا يغلق الخط لكنه لم ينتظرها و أغلقه مما أغضبها بشدة.

لقد تم طبع عدة نسخ من تقرير التشريح لذا لم تجد لين دونشيوي أية مشاكل في ايجاد واحد بينما اضطرت للتسلل لمكتب أخيها و أخذ صورة بهاتفها لصور مسرح الجريمة.

استقلت لين دونشيوي سيارة أجرة و اتجهت نحو فندق فينغ زيلين. عند وصولها التفتت يمينا و شمالا بحثا عنه لكنها لم تجده، قبل أن تشرع بالاتصال به سمعت صوتا ينادي عليها " تعالي هنا، تعالي هنا "

كان تشينغ شي جالسا في مطعم يأكل معكرونة للحم البقر. جلست لين دونشيوي بجانبه " يبدو أنك مرتاح للغاية هنا "

" أنا حاليا أحقق في القضية " قال تشينغ شي وهو يزدرد في المعكرونة.

" في ماذا نحقق هنا ؟ "

" لقد أخبرتكم مرارا و تكرارا أني أوصلت راكبتي لهذه الوجهة البارحة لكنكم لا تودون تصديقي لذلك جئت لأحقق شخصيا في هذا المكان، لكنهم لم يسمحوا لي برؤية سجلات الدخول لذلك سنستعمل شارتك "

" فندق فينغ زيلين ؟ لكن الضحية ماتت في الطريق المؤدي لهنا لذا منطقيا..."

اكتسى وجه تشينغ شي تعبير استسلام و احباط " ألا زلت تظنين أني القاتل ؟ "

" لا أعلم، أنت ماكر للغاية "

ربما هذا الشخص هو القاتل فعلا و أنا أناقش تفاصيل القضية معه دون حذر.

تشينغ شي كان دوما مباشرا في كلامه و صادقا مما جعلها تشك أنه من ارتبك الجريمة. لكن ذلك لم يكن كافيا لها حيث أنها انضمت للشرطة منذ نصف شهر فقط و لا تملك أية خبرة أو تعامل مع قاتلين كي تستطيع التيقن من جرم أو برائة تشينغ شي.

استلم تشينغ شي تقرير التشريح من يديها و أعلن " ان آمنتي بي فسأمنحك كل الفضل في حل القضية "

نظر تشينغ شي لتقرير التشريح و قرأ ما جاء به " آثار الخنق تظهر أن المعتدي كان محنيا فوق الضحية ... و تم ايجاد آثار للكحول في جسد الضحية...كان هناك علاقة جنسية قبيل الموت..’ هل تم ايجاد كحول في معدة الضحية ؟ لم يتم كتابة ذلك في التقرير ! "

تذكرت لين دونشيوي و قالت " الضحية كانت سفيرة طبية (1). عادة من الضروري لها أن تختلط و تتعرف على ناس جدد و حسب زملائها كان لديها موعد عشاء تلك الليلة "

" هل شربت كحولا ؟ "

" لقد شربت الكحول على الأغلب "

ضحك تشينغ شي بشدة " أيتها الآنسة لين، ما الذي تعتمدين عليه حين تجرين تحقيقا في قضية ما ؟ "

احمر وجه لين دونشيوي و قالت " بما سيفيدنا هذا السؤال ؟ القاتل قام بفعلته هذه لأنه منحرف لعين لذلك الأمر لا علاقة له بكم شربت الضحية من الكحول "

" حجتك تملؤها الشوائب حتى أني لا أعرف من أين أبدأ بالتصحيح لك. كل التفاصيل قبل أن يحدث الاعتداء مهمة للغاية و خصوصا هذا التفصيل، حيث أن عدم تواجد كحول في معدتها و ايجاده بدمها يعني أن الضحية استهلكت الكحول بطرق أخرى "

" طرق أخرى ؟ "

" أنت غبية حقا. الكحول قد يوجد في عدة أنواع من المخدرات مثل الايثير (2)."

استخرج تشينغ شي قلما من جيبه و أضاف جملة بجانب تقرير التشريح " هل هناك أي أثر للكحول في المعدة ؟ هل هناك آثار لمخدر بدمها ؟ "

استمر تشينغ شي " الضحية كانت سفيرا طبيا مما يعني أنها طالبة بجامعة الطب و ان كان المجرم على معرفة شخصية بها هناك احتمال كبير أن مخدرا قد تم استخدامه "

استمر تشينغ شي بقرائة الوثائق " هناك آثار لعلاقة جنسية و ملابس ممزقة و هناك العديد من الكدمات على جسمها. حسب هذا التقرير لقد تم استنتاج تعرض الضحية للاغتصاب ثم القتل، لكني أظن أن هذا استنتاج متسرع "

لين دونشيوي فكرت بكلماته بعناية و قالت فجأة " ان اردت التخلص من الشبهات حولك لا تثني الحقائق. كيف لهذا ألا يكون اغتصابا ؟ "

سألها تشينغ شي فجأة " هل أنت عذراء ؟ "

احمر وجه لين دونشيوي حتى وصل الاحمرار لأذنها ثم ضربت الطاولة و قالت " ما الذي تتحدث عنه ؟ "

" الاغتصاب عادة يحدد حسب عاملين، عندما يتم فرض الجنس من طرف معتد ما جسد الضحية لا يثار جنسيا و بالتالي منطقتها الحساسة ستجف تماما مما يؤدي لجروح و تمزقات في المهبل. بالاضافة لأن موضع و شكل الشرح الداخلي يحدد الموضع الذي اتخذه المجرم أثناء الاغتصاب. أنا أظن أن وصف ما حدث باغتصاب فقط لوجود آثار جنس في الضحية لهو أمر متسرع. ألا يمكن القول أن الضحية مارست الجنس مع أحدهم قبل أن تموت ؟ "

" حسنا هذا منطقي " اعترفت لين دونشيوي.

" هناك نقطة أخرى تجعل كون الأمر اغتصابا مستبعدا، ان تم اغتصاب الضحية فيجب أن يتحكم أن المعتدي على يديها و رجليها قبل أن يلجها و ان كان سيخنق الضحية فيجب أن يخنقها من الأمام (مقابلا لها) لكن التقرير يوضح أن الضحية قد مورس عليها الجنس من الخلف لذا لا أظن أن القاتل يمكنه أن يفعل كل هذا في نفس الوقت "

" لكن ربما المعتدي قتلها بعد أن أتم اغتصابها-" افترضت لين دونشيوي بوجه محمر.

" أنا أتحدث عن الاحتمال الأرجح، ان سلاح الجريمة هو حبل غليظ جدا و يبدو بأنه حبل تسلق. حسب افتراضك هذا كان قتلا فجائيا لذا ظهور حبل مخصص كهذا في موقع الجريمة فجأة لأمر غير معقول "

أثناء احدثه استمر تشينغ شي بتدوين ملاحظاته بجانب التقرير ليملئ الصفحة كلها.

لقد كانت لين دونشيوي منبهرة حقا من منطق و سلامة حجج تشينغ شي بالرغم من أنه لا يعمل في هذا المجال "

" حسب وجهة نظري فجزء الاغتصاب في هذه الجريمة قد تم تزييفه فقط "

فكرت لين دونشيوي بكلمات تشينغ شي بكل جدية.

" هناك أمر آخر لا أظن أن ستصدقينه " تردد تشينغ شي

" ماذا ؟ "

نظر تشينغ شي لصورة الضحية و قال " هذه ليست المرأة التي كانت في سيارتي البارحة "

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) : عمل يشبه عمل الممرضة و عادة يشغله طلاب كلية الطب حيث يعتنون باحتياجات المرضى من دعم معنوي الى تغيير قنوات التلفاز لهم. لا يقدمون أي عناية طبية للمرضى.

(2) : نوع قديم من المخدرات كان يستخدم لتخدير المرضى لاجراء عمليات جراحية عليهم.

2021/03/20 · 258 مشاهدة · 1433 كلمة
نادي الروايات - 2024